الذكاء العاطفي يفوز!
الحافز الأكيد لتلتزم بتعلّم الذكاء العاطفي… إلى الأبد
(كتابة وإعداد)
د.علاء بن محمد ذيب
مبتكر معرفي، كاتب مختلف، مدرب في القيادة النفسية والوعي، ومطور برامج اللياقة العقلية للسعادة والذكاء العاطفي والاجتماعي
يمكنك شراء الكتاب الإلكتروني والصوتي:
https://mental-fitness.sa/jgyvBpg
✦ مقدمة الكتاب
الذكاء العاطفي يفوز… دائمًا.
لكننا لا نكتشف هذا إلا بعد أن نتعب.
بعد أن نجرّب أن نكون الأذكى…. دون فهم.
أن نكون الأسرع… ونشعر أننا نركض في حلقة مفرغة.
أن نكبت مشاعرنا… ثم ننفجر فجأة دون سبب واضح.
في هذا الكتاب، لن أُغرقك بالنظريات،
ولن أُخبرك كيف تصبح نسخة مثالية لا تخطئ،
بل سأرافقك في رحلة بسيطة… واقعية… تشبهنا.
رحلة نكتشف فيها كيف أن الذكاء العاطفي:
يفوز في علاقاتنا، وقراراتنا، وتوازننا، وسعادتنا.
يفوز لأنّه يجعلنا نعيش الحياة بوعي… لا بارتباك.
يفوز لأنّه لا يعدنا بالمثالية… بل يُساعدنا على التماسك وسط الفوضى،
لتكون تلك انطلاقة تعلمنا للذكاء العاطفي وعملنا به ومراعاته طوال حياتنا.
✦ محتويات الكتاب
الذكاء العاطفي يفوز
1. التمهيد: لماذا يفوز الذكاء العاطفي؟
2. الذكاء العاطفي يفوز… في فهمنا لأنفسنا
3. الذكاء العاطفي يفوز… في علاقتنا بمن نحب
4. الذكاء العاطفي يفوز… في علاقاتنا المهنية
5. الذكاء العاطفي يفوز… في صحتنا الجسدية والنفسية
6. الذكاء العاطفي يفوز… في إدارتنا المالية
7. الذكاء العاطفي يفوز… في تطوّرنا المهني
8. الذكاء العاطفي يفوز… في أن نكون سعداء
9. الذكاء العاطفي يفوز… حين نتعلّمه طوال حياتنا
10. الخاتمة: لأنك تستحق الفوز لا الخسارة
التمهيد: لماذا يفوز الذكاء العاطفي؟
من بين كل المهارات والقدرات التي نحملها في هذه الحياة…
نظل نتساءل: أيها الأهم فعلًا؟
أيها يستحق أن نراهن عليه؟
أي مهارة تقف معنا حين تتعقّد العلاقات، وتتداخل المشاعر، وتتغير الظروف؟
تمرّ بنا مواقف كثيرة لا تنفع فيها الشهادات،
ولا تسعفنا فيها الحِيل الذكية،
ولا ينفعنا فيها سوى شيء واحد:
القدرة على فهم مشاعرنا، وضبط ردّات فعلنا، وقراءة من حولنا بلغة الشعور لا بالكلام.
وهنا، يظهر الذكاء العاطفي،
لا كترف فكري، ولا كموضة عابرة،
بل كمهارة أصيلة… تُنقذنا حين تُخذلنا المهارات الأخرى.
الذكاء العاطفي يفوز،
لأنه يرى ما لا يُقال…
يسمع ما لا يُنطق…
ويفهم ما يختبئ خلف الوجوه المبتسمة والقلوب المتعبة.
يفوز لأنه:
· يُجلّي لك ذاتك حين تتوه بين ما تريد وما يشعر به قلبك.
· يضبط حركتك حين تغضب وتكاد تهدم كل شيء بكلمة.
· يمنحك بوصلة حين تتقاطع الطرق وتضيع النوايا.
· يُهديك حكمة حين تحتاج إلى قرار لا يوجعه الندم.
هل هو الوحيد الذي يفوز؟
ربما لا.
لكنّه الوحيد الذي يجعلك تفوز… دون أن تخسر نفسك.
الذكاء العاطفي ليس مجرد مهارة لتحسين العلاقات،
بل أداة عيش…
تُعلّمك كيف تكون إنسانًا متزنًا وسط فوضى الحياة.
في هذا الكتاب، لن نُغرقك بالنظريات،
بل سنأخذك في رحلة بسيطة، واقعية، صادقة…
نمر فيها على أهم جوانب حياتك،
ونريك كيف يفوز الذكاء العاطفي فيها، مرة بعد مرة:
· يفوز في فهمك لنفسك
· يفوز في علاقاتك بمن تحب
· يفوز في مجالك المهني والوظيفي
· يفوز في صحتك النفسية والجسدية
· يفوز في مالك وتخطيطك المالي
· يفوز في تطورك ونجاحك الحقيقي
· ويفوز في أهم ما نبحث عنه… أن نكون سعداء
· بل ويفوز حين نتعلّمه طوال حياتنا دون ملل أو اكتفاء
قد لا يغيّر هذا الكتاب حياتك كلها…
لكنه سيفتح لك الباب لترى ذاتك بوضوح.
وسيذكّرك – إن نسيت – أن فهم المشاعر ليس ضعفًا،
وأن الاعتراف بها قوة…
وأن من يتقن الذكاء العاطفي، يفوز… دون أن يؤذي، دون أن يُؤذى.
وأن تعلم مهارات الذكاء العاطفي والقراءة عنها، ضرورة حتمية مدى حياتك..
(نصف محتوى الفصل الأول كنموذج)
الفصل الأول:
الذكاء العاطفي يفوز… حين نبدأ بفهم أنفسنا
ليست كل لحظة ألمٍ سببها ما يحدث من حولك… أحيانًا، يكون وجعك قادمًا من داخلك. من شيءٍ لم تفهمه في نفسك بعد. من شعورٍ لم تعرف كيف تعبّر عنه، ولا حتى أين تضعه.
قد تمضي يومك وأنت تشعر بأن هناك خطأ ما. تتوتر من أبسط كلمة. تثور على من تحب، ثم تندم.
تضحك ظاهريًا، لكنك تنكمش في دهاليز نفسك. تشعر بأنك تكرر الأخطاء نفسها، ومع ذلك لا تعرف لماذا.
ذلك التيه الداخلي ليس لأنك ضعيف. بل هو لأنك لم تفهم بعد.
ولهذا بالضبط… يفوز الذكاء العاطفي.
لأن أول خطوة فيه ليست أن “تتحكم في نفسك”، بل أن تفهمها أولًا. أن ترى ما لا تراه وأنت مستعجل، وأن تسمع صوتك الداخلي قبل أن تصرخ في وجه غيرك.
أولًا حين تفهم نفسك… يتغير كل شيء
الفهم هو النور الذي يسبق التغيير.
حين تفهم أن غضبك اليوم ليس من هذا الموقف، بل من تراكمات أمس… سترحم نفسك وترحم من حولك.
حين تكتشف أن صمتك الطويل ليس قوة، بل خوفًا من الرفض… ستبدأ في الكلام.
وحين تعترف أن تعبك ليس لأنك تعمل كثيرًا، بل لأنك تحاول أن تُرضي الجميع… ستضع حدًا واضحًا وتبدأ في حبّ نفسك كما هي.
ثانيًا المشاعر ليست عدوك… بل دليلك
كثير من الناس يهربون من مشاعرهم كما لو أنها شيء يجب التخلص منه.
لكن الحقيقة؟
مشاعرك مثل إشارات المرور: لا تمنعك من السير، لكنها تخبرك متى تتوقف، ومتى تمضي، ومتى تحذر.
الخوف؟ يخبرك أن شيئًا ما فيك يريد الحماية.
الغضب؟ يخبرك أن هناك خطًا تم تجاوزه.
الحزن؟ يخبرك أن هناك فقدًا لم تعالجه بعد.
الذكاء العاطفي لا يطلب منك أن “تتخلّص” من هذه المشاعر، بل أن تجلس معها قليلًا… وتسمع ما تحاول قوله لك.
ثالثًالا أحد يؤذيك أكثر من نفسك… إن لم تفهمها
أكبر خلافاتك لم تكن مع الآخرين… بل مع نفسك التي لا تجد لها مساحة، ولا صوت، ولا فهم.
أكبر قسوة تعرّضت لها قد تكون قسوة كلماتك على نفسك في كل مرة أخطأت.
“كيف فعلت هذا؟”
“أنت ضعيف.”
“دائمًا تفسد كل شيء.”
هذه ليست محاسبة… هذه محاكمة ظالمة دون محامٍ.
الذكاء العاطفي لا يعطيك “أعذارًا”… لكنه يمنحك عدالة داخلية. يضع مشاعرك في مكانها الصحيح، ويساعدك على أن تعيش بسلام مع نفسك بدل أن تحاربها كل يوم.